قصر بصواريخ جاهزة دون وجهات معلومة..
كان لابد من رسالة احد الزعماء التاريخيين للمعارضة التونسية كي نفهم ان اجواء صيف 2020 تحاول جاهدة ان تستعيد حرارة 2013 " الدموية " . جاء نجيب الشابي من اقصى المدينة يسعى ليطلب فقط " حربا " ديمقراطية مع"الاسلام السياسي " بعيدا عن الفوضى وقعقعة سلاح القوات الامنية والعسكرية. نفس ما قاله وفعله في صيف ساخن ذات اعتصام رحيل تونسي على أنغام سقوط اخوان مصر.
في قرطاج يتكلم رئيس و يزور و يستقبل .و في سياق هذه "الحركات " التي يبديها تتمركز المشهدية السياسية حول "معركة واحدة مطلوبة" يسيل " لعاب " خصوم سابقين له لتأويل حركاته على ضوء امنية رؤيته في مواجهة " شيخ باردو " و " جماعته " املا في انجاز ما عاندت صناديق الاقتراع في انجازه منذ 2014 الى خريف 2019 في ما لا يقل عن مناسبات خمسة ذهب فيها الناخب التونسي ليبدي رأيه في رئاسياتين و تشريعيتين و بلدية واحدة خرجت فيها النهضة دون خسائر كبيرة ترضي خصومها المتجددين الذين انضاف اليهم الان بعض حلفاء "موضوعيين " في مسار الانتصار للانتقال .
في سياق متصل يذهب برلمان انهكته عربدة فاشية الى جلسة تقويم اداء رئيسه والحكم عليه بتجديد الثقة او سحبها بعد ان نجح ما يقارب التسعين نائبا في جمع امضاءات عريضتين من بينها عريضة الكتلة التي " ادارت لوحدها وترأست " كل الاداء الكارثي لبرلمان " ثورة " رذلتها هذه الكتلة التي فرضت " صوتها " على الجميع من فوق منصة محتلة ودفعت المسار " بسوطها " الى تقييم اداء رئاسة مجلس لم تترأسه اصلا.
قبل جلسة " محاكمة الغنوشي " على الهواء بالتوازي مع وقفة عرفة بلا واقفين سيعرف التونسيون رئيس حكومتهم الجديد حين يصرح بالاسم بعد ساعات قليلة قصر سيكون تصريحه هذا هو " التصريح الوحيد المحكم " عكس باقي "الأخر المتشابهات " التي لا يعلم تأويلها الا الراسخون في الاماني والتنجيم.
خيام التركي وفاضل عبد الكافي اسمان عبرا قارات حزبية مختلفة من نهضة و قلب و تحيا و بديل و كتلة اصلاح و بذلك تبدو النهضة المطلوب رأسها محتضنة في عناق تكتيكي مألوف كل اجنحة " المنظومة " باسمين ليس هناك قول سيء فيهما الا ما راج من خصوم النهضة الجدد بتبرير ظاهر يقوم على سردية الغضب من " علاقتها المشبوهة " بالقديم الذي قرر هؤلاء الخصوم الجدد فساده كلما اتفق مع النهضة مثلما تقرر النهضة فساده حين " يشتد عليها " فيغازله خصومها لإبعاده عنها و تسبقهم بعناقه فتنكث " غزلهم " انقاضا.
الكتلة الديمقراطية وجهت رسالة رمزية مشحونة لكل المشهد الحزبي الذي " لا يحب النهضة ولا يصبر عليها " فكان رفض الكتلة للتقاطع مع اختياراتهم واعلان نحن اولى بها. التيار قدم قياداته الثلاثة بشقوقها " الطاهرة " و " البراغماتية " ليضع امام الرئيس مكونات الاكلة التيارية التي يريد اختيارها بين "استشهاد حسيني" يجسده الخط " العبوي " او سياسة ابن العاص و صديقه السفياني بخط التحالف الديمقراطي و الهدوء " الشواشي " . حركة الشعب كانت رسالتها " لا نمنحها الى احد و لا نطلبها حتى لأنفسنا " في مشهد " لاشيء فيه يعحبهم " . وبتنويع على لا الخوارج عن مشهد لا يرضيهم ولكن كل من زاويته سكتت كتلة الدستوري الحر عن الاقتراح وصمتت كتلة الكرامة. الاولى لأنها لا تقترح قبل ان يسقط الاخوان (انا اضع مكان لفظ الاخوان كلمة الثورة) والثانية لأنها لا تقترح مادامت ضد اسلوب المشاورات.
اسم لافت اراد البعض اثارة الضجة حوله فرحا رغم انه دخل بصمت. هو خالد قدور.. نقابي ابن زعيم نقابي. اقترحه حزب نقابي سابق (عبيد البريكي..) وذكره مبروك كورشيد في صحيحه الجامع.
ما بقي مجرد محسنات بديعية وأحاديث احاد …لكن احدا لن يستطيع ان يتوقع ما سيكون من رئيس الجمهورية …كل ما نؤكده ان المشهد السياسي ثقيل ومحتقن …ولكن لنكن على رأي شيخنا المسعدي لعله " يثقل الكون إذا هم ان يكون " ….