الاعجاب المازوشي بالتسلطية كمشروع " وطني"
بالاضافة الى مسانديه البلا ملامح من أصحاب الضحكة البلهاء على ما يكتبه معارضوه تصطف في مساندة الانقلاب الرث شخصيات و تيارات من ايديولوجيات الرعب المفوتة ذات النسغ العروبي او الماركسي اللينيني الستاليني و الماوي او حتى من اطياف خجولة تنتسب الى ولاية الفقيه الايرانية .وتقف هذه المجاميع - وهو من أعاجيب تونس و العالم العربي - جنبا الى جنب مع المرعبين المخيفين من بعض انصار النوفمبرية المتصدعة و البورقيبية الهلامية .
المدهش ان ما يجمع هذه الفلول هو ما ينضح من تحاليلهم في اعتبار " التسلطية " الموغلة في بشاعة الاستبداد "الشرقي" مدخلا " للتحرر الوطني " باعتبار " الديمقراطية " خيارا استعماريا امبرياليا .
المثير للاستغراب ان هؤلاء يجتمعون من محاسن الصدف مع اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية في الاعجاب بفلاديمير بوتين و مشروعه " القومي الوطني " الذي اعاد " قوة روسيا و امجادها " لانه غير " ديمقراطي " و معادي للغرب "الديمقراطي " و من الواضح ان هذه السردية " الرثة " لمنظري و انصار انقلاب 25 تستحضر وهي تتحدث عن بوتين " عظمة المشاريع القوية " و المجد التليد الذي بناه للامة التي تعيش الان عصرها الذهبي " حرة قوية منيعة محررة اراضيها و موحدة شعوبها " بفضل ما تركته لنا مشاريع زعماء " التسلط الوطني " و " الاستبداد المنير " من بورقيبة الى صدام مرورا بفتوحات ناصر و القذافي و الاسد الاب و الرفاق الاعداء في " عدن " الاشتراكية و عبدالله صنعاء و غيرهم من الشهيد الى العقيد جلادا يمسك جلادا من محيط النهوض الى خليج العزة القومية .
دعنا مما يمكن قوله بكثير من النقد العلمي عن كذبة و هشاشة نماذج "التسلطية القومية الاسيوية " الساحقة للإنسان و السعادة و القيم باسم القوة الوطنية في الصين و روسيا و كوريا الشمالية و كوبا الامريكية و لكن السؤال المرعب فعلا : هل مازال من بني جلدتنا التونسيين من مازال يؤمن حقا بتسلطية " وطنية " منتجة لتحرر الانسان بعد ما راكمته تجارب " دول الاذلال الوطني " من سحق للمواطن العربي وتدمير للذات و الثروات و تفريط في الارض و هزيمة للضمير ؟ ...هل مازلنا حقا نحتاج ان نذكر هذه الديناصورات ( التي تنقل امراضها حتى لشباب و شابات في عمر الزهور ) ..نذكرها بما كتبه عبد الرحمان منيف و الربيعي و جبرا و ما خطه مظفر و الشيخ و نجم و غيرهم كثير عن اوطان المحتشدات و القهر و المخابرات و زوار الفجر ؟
الديمقراطية الغربية ..نعم الغربية ...و قيم المواطنة و احترام حقوق الانسان المكرم ...هي افق كل من تشبع بثقافة الانوار و درس الفلسفة و هذب روحه بالشعر و الادب الانساني ..بقطع النظر عن كل ما يقال عن هذا الغرب الاستعماري ...اما تسلطية القهر الاسيوية مهما ظهرت قوتها فهي مجرد لحظة عابرة في تاريخ انسانية لن تعيش بالبعد الواحد بنجاعة دون قيم ...عندما سافر سارتر ماركسيا الى محتشدات الرعب الشرقي المسماة وقتها دولا شيوعية عاد انسانيا مرعوبا من ايديولوجيات القتل و استعاد عافيته التنويرية فيلسوفا للإنسان .
اصحاب الشوارب الكثيفة و اللحى المتهدلة من تنظيمات قومية او ماركسية او اسلامية عندما ضاقوا بدولهم التي قمعتهم باسم العروبة او الشيوعية او الاسلام ذهبوا هناك الى شمال المتوسط حيث يستعيد الانسان ادميته و تلاميذهم الباقون الان بين غبار النصوص الصفراء يريدون لنا ان نعيش برعب ايديولوجياتهم الرمادية المخيفة مثل زنازين نظم القتل و التعذيب تحت صوت الشقشقات الرخيمة لمذيعي البروباغاندا في اذاعات الكذب الرسمي العربي و بالحان "مارشات" العسكر المهزوم و في احسن الحالات يريدون لنا ان نعيش بإيقاع بول بوت او غولاغ سيبيريا او نسحل في ساحة بيكين باسم الامة ..
تحيا الديمقراطية ..يحيا الانسان ..