حديث بعض اصدقائنا -من القيادات النقابية اليسراوية الصاعدين الى مركزية الاتحاد العام التونسي للشغل- ...حديثهم بنغمة النطق الحصري بتاريخ "المنظمة التي لا تقهر" وخلطهم بين استهداف النظام البورقيبي في اواخر السبعينات للاتحاد من جهة والنقد الحالي الموجه لأدائهم على رأس المنظمة طيلة هذه العشرية من بعض الاطياف السياسية المختلفة معهم من جهة اخرى ..هو حديث بارد وخلط وقح ....
لا أنتم عاشور في مواقفه الحاسمة الذي كنتم تصفونه بالبيروقراطي وحتى خاين العمال في بعض منشوراتكم الحزبية ...ولا ناقدوكم والمعترضون على أدائكم غرباء عن المنظمة، بل لهم ما لكم في المنظمة وربما أكثر لولا خيار " الماكينة " التي سلمت المنظمة بعد مؤتمر طبرقة لأطراف سياسية معلومة من أجل مقاومة "ترويكا الخوانجية" ..
الاتحاد رقم صعب نعم ...لكنه معكم ضعف كثيرا وفقد اغلب بريقه وتعبيره عن قواعده وتياراته المختلفة… اليوم تحدث عن ضعفه صاحبكم المسيليني قيادي حركة الشعب ...والاتحاد تاريخ نعم، ولكنه تاريخ اشكالي اختلفنا في قراءته وفي الموقف منه ونحن تحت قبته وداخل قاعاته ولم يجرم احدنا الاخر ..
والاختلاف على قيادة الاتحاد ومعها كان يتم التعبير عنه علنا في داخل قاعات الاجتماعات النقابية ومقاهيه ..والبعض منكم ممن يزعم اليوم النطق بتاريخه بعد ان اصبح في مركزيته وهياكله قال في الاتحاد وقياداته سابقا مزايدة ومغازلة للنظام السابق ما لم يقله مالك في الخمر .
أنتم قيادة عابرة كغيركم ...تمثلون وجهة نظر نقابية .. وتيار سياسي نقابي كغيركم ...كفوا عن هذا الريق البارد وافصلوا منهجيا بين مواقفكم الخاصة وموقف منظمة لجميع منخرطيها …