تابعت حديث السيد امين محفوظ أحد مبرراتيي انقلاب 25 جويلية.اشفقت كالعادة على الرجل من حجم التناقضات التي احتواها تبريره لصنيعه السيء منذ لحظة امتطائه قطار الافتاء لاغتصاب السلطة حتى لحظة انزاله منه بعد ان قضى الحاكم وطره منه .
لم اتفاجأ من رثاثة وضعه المهزلي وتناقضاته التي لم تختلف عن اوضاع كل المغادرين لمركب الانقلاب المشرف على الغرق .كان وضعه في نفس وضعية امثاله من السيد الصادق بلعيد الى السيد محمد عبو وصولا الى قيادات حركة الشعب والاستاذ عبيد البريكي ممن نقف اليوم امام مداخلاتهم المرتبكة مشفقين عليهم وهم يقولون الشيء ونقيضه في جملة واحدة لتبرير ما لا يبرر .
ما يدهشنا حقا هو حجم العناد والانكار والجرأة في تجنب الاعتذار للتاريخ عن جريمة التحريض وشهادة الزور امام ابشع مشاهد اغتصاب الحقيقة والحرص الغريب على تبرئة النفس والعزة بالإثم بمجرد توزيع "الخطأ " على عشرية الانتقال المليئة بالثغرات طبعا والتي لا تبرر مع ذلك " خطيئة " الانقلاب على الديمقراطية .
ما اثلج صدري مرة أخرى في بلاتو التاسعة هي المداخلة المنهجية والعميقة في ما هو متاح له من وقت ضيق للصديق مولدي القسومي …
من مزايا هذه المحنة التي اصابت الوطن منذ صيف2021 انها رسخت ثقتي في كثير من نخبة ابناء جيلي على اختلاف مشاربهم الفكرية والايديولوجية وقدرتهم لو صدقت النوايا على بناء ديمقراطية راسخة ومنجزة …
الصديق المولدي القسومي وقد بدأ من مدرسة فكرية مختلفة عن المدرسة التي بدأت منها .. مازلت اتذكر نقاشي الساخن معه تحت سقف نقابة التعليم الثانوي ونحن نتقدم في مراجعاتنا وننضج في تصوراتنا …وجدته بعد الثورة مجتهدا مستثمرا في تحصيله العلمي والمعرفي لخدمة بلاده بعيدا عن الصناديق المنغلقة …هو من اوائل من تهاتفت معهم بعد ايام من الانقلاب لنتداول امر بلادنا في مواجهة هذه الشعبوية الرثة الزاحفة …
مصدر التفاؤل في البلاد ان فيها كثيرا من امثال المولدي وقليلا ..قليلا جدا من امين محفوظ ..