عدد الاصابات الوافدة في التحيين الاخير بلغ 39.. نفسيا لم يثر الامر اهتماما شعبيا..الموجة القادمة حسب تأكيدات الخبراء سيكون التعامل السياسي معها على اساس ان الفيروس عادي دون تعطيل للبلاد ..مناعة النفسية ...نحن الان في مرحلة ما بعد الكورونا نفسيا بقطع النظر عن وجودها معنا و هذه سلاسة في الاعداد النفسي ..
في المقابل لا يبدو ان " القواعد " و " محللي " هذا الفضاء بالاضافة حتى لبعض النواب الوظيفيين في البرلمان قد دخلوا مرحلة " المناعة النفسية " لتقبل دخول البلاد مرحلة ما بعد حكومة الفخفاخ وما بعد الائتلاف البرلماني الحالي ...الدليل على عدم دخول مرحلة المناعة النفسية كيفية تلقيهم لتصريح رئيس الجمهورية ...رغم كونه جاء اصلا كإعداد نفسي.
فلنكن جديين.. البلاد لا تتحمل مزيدا في اضاعة الوقت …
اولا ...لا أحد سيكون " مدانا " بتحمل انهاء مرحلة انتهت فعلا والجميع يتقاسم اخطاء وصولنا الى نهايتها فلا فائدة في الرمي المتبادل لجمرة يكفي ان يضعها أحدهم في كأس الماء الذي بجواره ...نهاية مرحلة حكومة الفخفاخ كانت نهاية ساهم الجميع بمناكفاته في الوصول اليها وليس الان مهما من يتقدم لإنهائها ...هل مؤسف ماجرى؟ نعم ربما ولكن سيكون من المؤسف ان نطيل الاسف …
ثانيا لا معنى لإضاعة الوقت في ما يسمى بتحسين شروط التفاوض على ما بعد حكومة الفخفاخ لان لا داعي لتحسين شروط تفاوض هي حسنة بطبعها فستكون مخرجات التفاوض بالضرورة تقاسما لجمرة الحكم بين الجميع و " يجعلناشي نمنعو " . مرحلة ما بعد حكومة الفخفاخ ستكون فيها المشاركة في السلطة ملقاة على قارعة الطريق " غير ايجا برك " .
ثالثا شورى النهضة اضاع الوقت بهذا الموقف المرمرم وفتح لمنافسيه باب المناورة وخصومها ما كانوش من العاكسين وسوف نضيع اسبوعا في " سيب انت.. لا سيب انت قبل .."
باهي ...حفظا لوقت الشعب ومصلحة البلاد.. لا ترمرموا مثل النهضة ... إذا قررت الاطراف المناهضة للحزب الاول ان لا تذهب الى حكومة ما بعد الفخفاخ الا بعد ان تدفع (ضمة على التاء و شده على الفاء المكسورة) النهضة كرسي رئيسها في البرلمان فيجب ان تسرع في اثبات جديتها و وحدتها و توفر القوة اللازمة للنجاح في ذلك حتى لا نكون في مفاوضات الحكومة الجديدة امام احزاب ضعيفة لا تفعل ما تقول.
يجب ان تحسم احزاب سحب الثقة من الغنوشي امرها سريعا ان كانت جدية اما إذا كانت فقط تمارس المناورة فستكون هناك اضاعة للوقت لا تخدم صالحها ولا صالح البلاد لان هذا الاداء المرتبك في معركتها البرلمانية والذي يبديه بالخصوص خصومه في حكومة الفخفاخ (تحيا وتيار وشعب) سيجعلنا ندخل مرحلة تشكيل الحكومة الجديدة بأحزاب مثخنة ومنهكة إذا خرجت مهزومة في معركة البرلمان.
رابعا من حق رئيس الجمهورية ان يتمسك بكيانه الشكلاني كحام للدستور وملتزم به ولكن ما نحتاجه الان كما كنا سابقا هو رئيس يمارس السياسة ايضا. الرئيس اليوم لم يدعم الفخفاخ بل احرجه و هو يذكر الناس امامه باجراءات اسقاطه " بيد عمرو لا بيده " ( ما طيحتوش انا ) و هذا كقولنا ان الماء هو الماء و هو ما يعني ان الحكومة الحالية لم تربح شيئا من دعم معنوي للرئيس ( قال لا افاوض قبل استقالة او سحب ثقة و لم يقل ادعم حكومتي و اشتغل معها و اطلب الكف عن الرغبة في اسقاطها او نرى حلا للازمة ) .
الرئيس ايضا في مزاج ما بعد الفخفاخ ولكن " على سنة الله ورسوله " وبما يرضي الله (الاجراءات) وبالتالي لو كنت مشيرا عليه وفي وضع تحتاج البلاد حكمة سياسيين لا مجرد انضباط قانونيين لقلت انه لم يعد هناك داع ليظل الرئيس متعففا عن ممارسة السياسة وتسهيل ما بعد الفخفاخ مادام فقط يريد القول ان رئيس الحكومة مخير بين الاستقالة وسحب الثقة …
الحاصيلو وباش نلخص.. جميع الاطراف السياسية بمن فيها القصبة وقرطاج ونواب باردو أصبحوا في سياق ذهني ما بعد الفخفاخ ولكن كل طرف منهم بلا استثناء يريد: فليكن ولكن اقل الخسائر لي او أكثر الارباح لي ان أمكن ...هذه ترجمتها بحساب الوقت المهدور: أكثر الخسائر للشعب والبلاد .... يهديكم ربي حطو الفيتاس ...الكرهبة ستسخن وهي واقفة بوان مور.
السريالية التي ترتقي الى درجة الفذلكة …
من الناحية السياسية الواقعية لمن يعرف الدولة والمشهد المحلي والاقليمي يبدو " تلويح " رئيس الحكومة بحكومة بدون نهضة هو نوع من السريالية التي ترتقي الى درجة الفذلكة ...ولكن من ناحية المصلحة الوطنية للانتقال الديمقراطي التونسي فهذا اول اختبار حقيقي للقوى في تونس منذ الثورة إذا ذهب فيه الفخفاخ وحلفاؤه الى الاقصى..
كل اختبارات القوة السابقة كانت مجرد أطراف " تتحزز على بعضها " ثم تجنح الى " التوافق " بإكراهات واوامر عقل الدولة العميق ورعاة الانتقال ... تقديري سيكون من الجيد ان ترعى الدولة هذه المنازلة المهمة في تاريخ تونس لتحرس البلاد فقط من تداعياتها الخطيرة ولكن يمكن ان تكون منازلة جيدة لتقدير حقيقي للقوى حتى نكف عن التعامل مع اوزان افتراضية لا نعلم فيها الاحجام الحقيقية …
رأيي الخاص ان مغامرة رئيس الحكومة تنطلق من تقدير غير دقيق للموقف وقد يخسر مغامرته هو وحلفاؤه ولكن تونس تربح نهائيا مشهدا واضح المعالم في الاوزان ...هذا رأيي ونسبة الخطأ فيه انسانية طبعا لان احدا لا يعرف موازين القوى الا بتقديرات اصحابها وإذا أخطات فليس نهاية العالم ... حفظ الله تونس.