في السنوات الاولى لما سميناه خطأ " ثورة " واثناء حكم منظومة انتخابات 23 اكتوبر 2011 اكتسبت غالبية الناس ( الشعب) طبيعة التمرد والشجاعة امام " الحاكم " حيث كانت الحشود تناقش وتصرخ في وجه الرئيس والوزير والوالي و المعتمد كلما وجدت نفسها وجها لوجه معهم في الشارع .
هذه الجرأة على " السلطة " انتجها الهروب المفاجئ لبن علي وانتشار صور " الفورة " الشعبية في الشوارع العربية واعتماد السيستام التقليدي للاستبداد الشرقي فترة "سماح انتقالي " لافراغ شحنة الغضب على (الدولة / السلطة / النظام) العجوز الذي يحتاج تجديد الطلب عليه بتحويل الحرية السائلة الى فوضى يتم هندستها لفترة معينة لتكون مهددة لإحساس المواطن " العادي " بالاطمئنان والامن وهو ما تم الاشتغال عليه في تونس على امتداد فترة حكم منظومة اكتوبر 2011 الذي اطلقت عليه صفات " الهواية " او " الحمق " باعتبار عجز مكوناته على التفطن الى هذا التحيل الهندسي المبرمج .
تم تفعيل هذه "الجراة التنفيسية " بفضل العمل الممنهج للإعلام الذي تم رسكلة قديمه بخبرات الوظيفيين الجدد وتم تمكين الشعب من " تمرين نفسي " ناجح في " التصعيد " على "الرئيس المؤقت" وحكومتي "الجبالي " و " العريض" عبر عمليات " الشرشحة اليومية " في البلاتوات التي اقبل وزراء الترويكا على فخها بإدمان عجيب وعبر القلابس والسكاتشات الكوميدية " الشجاعة " وغيرها من حيل نجوم اعلام سامي الفهري امبراطور التوجيه الناجح " للحمام النفسي الاعلامي للحشود " والذي مكن من توفير كل الحصص العلاجية بالشجاعة على " سلطة كيس الملاكمة" و التي برد بها على قلوب " الناس " سياسيون ونقابيون ونشطاء " جدد " من البدون سيرة اصلا او من "البدون شجاعة سابقة" ضد السلط السابقة .
مع نجاح النداء وتولي المرحوم الباجي قايد السبسي احس "الناس" الذين تفرهدوا تماما ب" تشليك الدولة " ان السلطة الحقيقية عادت مع رجال الدولة الحقيقيين وخروج الدخلاء بعودة نسخ " بورقيبة وبن علي " وبذلك سوف يعود تدريجيا الاستعداد للطاعة و"قابلية الاستبداد" بماهما استحقاقين نفسيين للحشود الشرقية بعد فسحة "ربيع التصعيد" .
سوف تصبح " الجرأة " بعد 2014 موجهة ومحسوبة في مقدارها ووجهتها . وهذا ما تكفل به ايضا " الاعلام " باعتباره المدرب النفسي الاساسي لل " حشود " في الحصص العلاجية منذ 2011 .
وبعد ان كانت الجرأة ضد السلطة( كل) السلطة في فترة منظومة اكتوبر 2011 ، سوف تصبح في 2014 جرأة ضد ما تبقى داخل السلطة من" اثار العدوان الديمقراطي " وهكذا اصبح " الناس " بتوجيه " المدرب الاعلامي " يميزون في ممارسة الشجاعة على السلطة بين من يجب تشليكه ومن يجب " الخوف منه " .
بين 2019 و 2021 تكفل تحالف الوظيفية والفاشية في البرلمان بالتجسيد العملي للشجاعة التي تحضر وتغيب بحسب طرف السلطة الذي يتجسد امامك وتعلم " الناس " نهائيا " اليد التي يجب ان تباس والوجه الذي يجب أن يصفع و بإعلان سلطة 25 جويلية وانتهاء التركيب داخل السلطة استعاد " الناس " العلاقة الطبيعية بين "الناس" والحاكم في الاجواء الطبيعية للاستبداد الشرقي بعد ان تم تحويله الى "طلب شعبي" اثر عملية تدريب على الخوف من فقدانه في العشرية الماضية .