نرى تقلب وجهك في السماوات ..
بعد مناظرة تليفزيونية رديئة اكدت انحدار الخطاب السياسي شكلا ومضمونا في أعتى امبراطورية "الحداثة والديمقراطية" وقوة العالم المعاصر يعلن ترامب اصابته بالفيروس.
مناظرة الفيل والحمار (رمزي الديمقراطي والجمهوري) كانت بشهادة كل الملاحظين ومحللي الخطاب خير تعبير على ما بلغته " السياسة " من " رثاثة " في عصر " الميديوكراسي " بعبارة الفيلسوف الكندي دونو. كان مضمون وشكل حوار بايدن وترامب خير شهادة على بلوغ موجة الشعبوية والفاشية المتنكرتين في لبوس الديمقراطية أدني مظاهر انحطاطها في معقل " الديمقراطية التمثيلية " التي تبلغ اقصى مراحل ترهلها في العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين.
ازمة الفكر و القيم السياسية التي يعيشها غرب " الاستكبار " الذي يشرف على نهاياته في سياق ازمة " الوجود " الفيروسية و اسئلة " الحضارة " و " الانسان " و " المعنى " و " العدم " تمنحنا -بشكل او باخر و بشيء من الجهد الفلسفي لو اردنا- احساسا بالأمل في امكانية انبثاق جديد ل " شرق الروح " القادر على صعود و تألق ليقترح على " الانسانية الجريحة" ادارة جديدة للحرية في افق " ديمقراطية حقيقية للشعوب " و اجوبة جديدة للوجودية المشدودة الى "غيب" يطبب عالم " الشهادة " الذي جففته مادية غرب الفولاذ و الصلب و الحديد …
فينومينولوجيا جديدة للروح وتاريخ جديد لها يكسر حلقة الغلق الهيغلي وينفي خرافة نهاية التاريخ عند محطتهم الاخيرة المزعومة ويمنح هذه الروح أفقها في شرق الرسالات حيث بنى ابراهيم اول بيت وضع للناس وحيث سعت " الجارية " بابنها اسماعيل لتنفجر عيون ماء تروي عطش الانسانية …