اذا كان الأمر يتعلق بالمزايدات الخاوية فأستطيع أنا العبد الفقير الى " عمق الباحثين " أن اكون اول من يعرف المعنى الاجتماعي لأحزمة التهميش المتشكلة نتيجة مركزية " الدولة الوطنية " او دولة " الاستقلال المزعومة " بكل مناويل تنميتها التي راكمت " الانقسام " الاجتماعي و الاقتصادي و الجهوي و انتهت الى انقسام " هووي " ..نعم الهووي سلاحا لمواجهة هذا الانقسام ..
ازعم أن أكون اول من يعرف معنى ذلك لأن الأمر لا يتعلق بترف نظري، بل بحياة فعلية منذ الطفولة و بعض من الشباب في قلب و هوامش هذه الاحزمة التي ظلت من حسن حظنا الى حدود الثمانينات لا تمنع من محاولة الانعتاق من قهرها عبر المصعد الاجتماعي لما تبقى وقتها من ترقيعات " الدولة الوطنية " التي كانت تخمد نيران الثورة عليها ببعض الاصلاحات التي تحافظ على بعض اجتماعيتها دون ان تذهب الى تغييرات جذرية تؤسس الدولة الوطنية العادلة التي تندمج مع مجتمعها اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا لتتجاوز الانقسام …
اقول اني ازعم اني واحد ممن يعرف معنى " الهامش " المحزم لل " مركز " الظالم بمعنى معرفة المعايشة ...منها خلقنا و اليها نعود ... لذلك فأنا لا اضيق ذرعا بقدر ما اضيق بهذه " العنتريات " المزايدة و المناسباتية التي يطلقها مناضلو " كافيار اخر زمن في العوامات " عن الهوامش و معاناتها التي لن يكونوا قادتها و لن تصب في حسابات انتظاراتهم و اوهامهم الوظيفية ....
من لا يروي حكاية البلد من اولها منذ عقود تشكل دولة الريع و الوكلاء و المافيوز و نظام الانقسام الاجتماعي و الثقافي بين جهات البلاد و داخل المدن نفسها ...من لا يتمسك بحكاية 14 / 17 المغدورة باعتبارها نتاجا و علاجا لهذا الانقسام ...هذا لا يكون الا مزايدا مناسباتيا كذابا و وظيفيا مركزيا يتنكر في ثوب الشعبوية ليعيد بعد ان يسقط كل المسار اعادة بناء دولة المركز و الوكلاء و يعود كما كان سابقا عونها الايديولوجي و السياسي و البوليسي ..
سرد حكاية البلد من اولها هي معيار الفرز بين الكذاب الوظيفي و الشعبوي الكاره للثورة و انتقال البلد نحو الديمقراطية و بين المنتصر حقا للمستضعفين و المهمشين الذين لن ينصفهم الا الانتصار الناجز للثورة و الديمقراطية و استكمال مؤسساتها حكما و رقابة …
" كافيار اخر زمن في العوامات " و بمجرد ان يبدأ في سرد الحكاية من نصفها ليضع كعادته " الجديد كله " و على علاته في دائرة الاتهام دون ان يفرز صراع قوى الهامش و المركز الذي اصبح بفضل 14/ 17 في قلب الدولة ...بمجرد ان يبدأ في سرد حكاية البلد من نصفها حتى نفهم انه وظيفي متنكر كاره لجديد الناس الذي يريد ان يتبلور و متقاطع بانسلاخ طبقي غادر مع الحنين الى قديم يترسكل فهو لا يرتاح الا تحت حكمه كله وحده ليكون عونه الوظيفي كما كان …
هامش البلاد المنتفض باستمرار منذ عشر سنوات هو هامش جديد ديسمبري مرتبك بملامحه السياسية و الثقافية و الاجتماعية المعلومة و لن يكون انتفاضه لصالح الخلط الموضوعي المخاتل بين فاشية متسربة من شقوق شعبوية كاذبة و وظيفية متنكرة …
عندما نقول عن الهامش و احزمته فنحن ابناؤه العارفين بحقيقته و انتظاراته و من سيمثله فعلا ذات يوم و عندما يقول الزاعمون عنه نعرف ان قولهم كلمة باطل يراد بها باطل ..انهم يكذبون و يعرف الهامش انهم يكذبون لذلك لا يكون في الهامش شعبية الا للجونتة او لحية و جلباب تحلق بالضحايا في سماوات الهروب و البحث عن الوجاهة ...في انتظار ان يولد للهامش ممثلون من جنسه بالعقل و الرؤية لا بنزوات " كافيار اخر زمن في العوامات " …
عندما ارى اكاذيبهم المناسباتية التي تبرئ و تتقاطع منذ عشر سنوات مع القديم المسؤول ابتسم و احتقر ...و اتأمل اثار حومة الهامش على جلدي حتى انجو من اكاذيبهم ...لا تمثلوننا .....