تمكين طيف مهم من الشباب الطامح الى التغيير الحقيقي من رؤية سياسية متكاملة لكن بروح واقعية يكون بتخليصهم من اكاذيب الانتهازيين المتنكرين بالطهرية الثوروية ذات الافق الشعبوي الوظيفي الفاشي …
دفع بعض الشباب الثوري الذي احبطه عدم تحقيق اهداف الحراك الديسمبري الى مجرد ميليشيات فايسبوكية ترذل و تبخس كل قراءة يقظة تميز بين الثورية الحقيقية و انتهازية الشعبويين الوظيفيين الملتقين مع الفاشية و تحويل هذا الشباب الى كائنات تهاجم و لا تقرأ و ايهامهم بأنهم في صف الثورية الطهرية و غيرهم في الفساد و العمالة هو جريمة في حق عقول هذه الطاقات الشبابية و حرمان لها من استثمار مستقبلها في فعل سياسي منتج ليجعلوا منهم مجرد تكرار لفشل اولئك الكهول و الشيوخ الذين قضوا اعمارهم في التجارب الفاشلة و حطب شعول للتسلط و الاستئصال ....
انا صدقا لا أغضب من شباب يستثمر اعرافه في احباطه لإطلاقه في مهاجمة عدمية لكل فكرة حتى لو كان الهجوم علي ...لكن غضبي ينصب على من ارسلهم اي هؤلاء الكهول و الشيوخ الفاشلين الذين لا يتصرفون مع هؤلاء الشباب كما يتصرفون مع ابنائهم تعليما و تثقيفا و ابعادا عن قاع السياسة الرديئة بل يدفعون بأبناء الناس الى محارق الحقد و قلة الحياء و الفشل المتكرر في العمل السياسي بلا رؤية ..
هؤلاء ابناؤنا جاؤوا للشأن العام لنعلمهم القراءة و العقلانية و حسن الاخلاق لا لننفذ بواسطتهم قلة ادبنا و تعويض احباطاتنا بتكليفهم بلعن خصومنا ..ارحموا ابناء الناس ...علموهم ان يستمعوا لكل قول و يتبعون احسنه ...لكن هل يستطيع معطوب سياسة و خاوي الفكر ان يربي شبابا مثقفا يقرأ و يكتب عوض ان يلعن و يقلل ادبه على الناس ؟ لا اظن ذلك للأسف …