فسحة نظرية في خضم البراكسيس

سؤال المرحلة على اعتاب التحول الكبير المعمد بالدم

هناك مقترحان كبيران على فضائنا العربي وبالتالي على كل العالم باعتبار ان شرقنا هو " هارتلاند" العالم او قلبه .هذان المقترحان هما المحددان الرئيسيان لكل الصراعات الاستراتيجية في المنطقة على جميع مستوياتها الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها :

اما ترتيب المنطقة الممتدة من شرق اسيا الى غربها زائد شمال افريقيا بالقبول بإسرائيل قاعدة متقدمة للغرب الأطلسي وقوة أساسية وقائدة ومحددة للخيارات الاساسية لشعوب هذه المنطقة وهو الترتيب الذي اقره الغرب بعد 1905 وسايكس بيكو في العشرينات اثر تقسيم التركة العثمانية وصولا الى يالطا واتفاقات ما بعد الحربين الكونيتين .

أو رفض هذا الترتيب ومراجعته جذريا كما تريد المقاومة منذ انطلاقاتها الاولى في الثلاثينات وما بعدها واعادة تأسيسها في تسعينات القرن الماضي واشتداد عودها في عشريتي القرن الراهن لتتحول بمحورها الى اللاعب / المفاوض الرئيسي في المنطقة لكل القوى الدولية المعنية بترتيب عالمنا واساسا القوة الأطلسية المتصهينة .

المقاومة كما تأكد بعد 7 أكتوبر هي " الممثل الشرعي والوحيد" لشعوب المنطقة ونخبها الوطنية بمعنى أن رؤيتها " للصراع الرئيسي" هي التي تأكدت صحتها بحيث سيكون الاستخلاص النظري أن كل الصراعات الثانوية الأخرى يجب أن تخضع ويشتغل عليها ضمن هذا الصراع الرئيسي بما في ذلك معركة المواطنة والديمقراطية والمعركة الاجتماعية الطبقية والمعركة الثقافية والهووية ومعركة التنمية والاستقلال الاقتصادي وهي المحاور الكبرى التي شكلت مرتكزات تبلور التيارات والمدارس السياسية العربية من ليبيراليين ويسار وقوميين واسلاميين ودولتيين ( مدرسة التنمية الاقتصادية مدخلا للنهضة ) .

ضمن هذا الاستخلاص نفهم التوصيف الجنيني الذي بدا ينتشر في الاوساط النخبوية العربية الوطنية في اعتبار المقاومة " تيارا " ما فوق " التيارات " او " هوية " عابرة للهويات السياسية التقليدية فما بالك الهويات المذهبية والطائفية والتصنيف الطبقي الاجتماعي التقليدي .

لقد طرحت حركة التحرر الوطني العربي سؤال الرئيسي والثانوي منذ سبعينات القرن الماضي لكن هذا الطرح كان مشدودا اكثر الى سياقات تحولات نظرية عملية في التجربة الماركسية / الاشتراكية العالمية لكنني اطرحه اليوم ضمن سياقات التحولات في السرديات العربية المشكلة للتاريخ والصراعات المعاصرة في منطقتنا العربية باعتبارها المسرح الرئيسي باستمرار لبناء النظام العالمي القديم ثم الجديد والقادم .

Poster commentaire - أضف تعليقا

أي تعليق مسيء خارجا عن حدود الأخلاق ولا علاقة له بالمقال سيتم حذفه
Tout commentaire injurieux et sans rapport avec l'article sera supprimé.

Commentaires - تعليقات
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات