حكم الرثاثة..
لم اعبر ابدا عن رفضي المطلق لاستكمال انتاج الاعمال الدرامية الرمضانية و لم انخرط في مناقشة القرار قيد الدرس بمناقشته اعتمادا على مضامين هذه الاعمال و معرفتنا بحقيقتها منذ تاريخ قريب و تجنبت القراءة التامرية للقرار ...لسبب بسيط .. انني قرأت حسن النوايا و قلت:" الحكومة الي فيها اصحابي تعرف اش تعمل..." و باعتبار معرفتي بتعقيدات المجال الفني و قطاع الانتاج و حاجات العاملين فيه من اصدقاء و احبة لا نضعهم دائما في نفس " الشكارة " مع غيرهم ...لكنني ايضا قدرت و احترمت اراء كثير من الاصدقاء المثقفين و المفكرين و المبدعين (رغم انف ادعياء الساحة الرسمية للثقافة) ممن رفضوا هذا القرار ....
متى تكلمت في نقد شيراز؟ …حين مرت الى ذلك التجلطيم الذي ينرفزني من كل ادعياء احتلال قطاعات الفعل الرمزي في البلاد ممن يتصورون انهم الملاك الرسميون للأصول التجارية لهذه المجالات دون اعتراف بوجود شركاء اخرين في امتلاك اصول حقيقية في قطاع الفكر و الثقافة و الاعلام و السياسة و التقدم و العقلانية و الحداثة و الابداع و ان كانوا لا يحتلون مثلهم ( الى حد الان ) سلطة القرار في هذه المجالات المغتصبة منذ عقود …ما هو التجلطيم الذي ينرفزني ؟
مثلا ..تتقدم في الاعلام و تفرض لونك و قدراتك فيه فيتكلم انصاف جهلة لا يملكون في المجال الا " صفة مغتصبة " بشهادة او شهرة سابقة موروثة من سنين " العار " فيتحدث عنك كدخيل لان " اميته " لم تسمح له بالاطلاع على مئات المقالات و التحقيقات و المعرفة و الادارة و الانتاج في المجال الاعلامي المكتوب الشريف قبل الثورة و المرئي و المسموع بعدها في حين لا يملك هو من " المهارة في المجال " الا حجم ضحالة انتاجه و ضمور افكاره و اخطائه النحوية و الصرفية التي يتصور ان بطاقته المهنية او شهادته من المعهد المختص او تجربته السابقة في اعلام عبد الوهاب عبد الله يسمح له بان يعتبر نفسه " اصيلا " يحدد هو " بسلامتو " الدخلاء على قطاعه " متاعو " .
تتكلم في شؤون الثقافة و السينما و المسرح و القصة و الرواية بعد ان فتح المجال ليسمع الجميع الجميع في عصر الحرية فيستغرب من " تدخلك " في الشأن " متاعهم " لتضطر وقتها الى تذكيره بما انتجته في المجال ابداعا و صناعة و دراسات نقدية منذ نعومة اظافرك و ما ينتجه اصدقاء لك من نفس طينتك مما يفوق الرداءة و الضحالة التي استولى بها منذ عقود على صفة " مبدع " او " فنان " او " مثقف " مما لولا مال السحت و شهرة الشللية لجعلته مجرد كومبارس في عالم الشعر والقصة و المسرح و السينما و الموسيقى التي يعيش مبدعوها الحقيقيون في ظلام الاقصاء لان " القطاع " حكر على قاذورات الماسوصهيفرانكوفولية" منذ عقود ..
تولي وجهك للقول في شؤون الفكر و الحداثات المتعددة و الفلسفات و العلوم الانسانية فيزعم " الناجحون بالبوليكوب" و حفظ دروس المدرج و المستولون على الالقاب و الشهادات في فترات الفراغ الاكاديمي ليعلنوا انهم ملاك المجال و سدنة معابده في حين انهم لم ينتجوا يوما بالقابهم المزعومة " اطروحة / فكرة " واحدة مما تنتجها او ينتجها اصدقاؤك في حوار مزاح او تدوينة فايسبوك او مشافهة في فتح قوس فكري اثناء بلاتو او حديث عابر …
قل الامر نفسه في مجال السياسة و احتكار صفة " الديمقراطية " و التقدمية و الوسطية و الكفاءة من شجعان ما بعد اربعطاش ..لا لشيء الا لانهم اكثر مهارة في الزعم و مد وجوههم و التذلل امام ابواب اللوبيات و مجموعات الضغط و الاحزاب الكبيرة و لا لشيء الا لأنك تريد التمسك بتواضعك و رغبتك في ان تكون دوما في اخر الصف قرب حائط القاعة بعيدا عن التباهي بما تملكه من تجارب و معرفة بتفاصيل المشهد ….
هذا التجلطيم كله …يلخصه تجلطيم شيراز العاري …تجلطيم الفارغين المحتلين " للقطاعات " كذبا وزورا ولنا تفصيل اخر …نحن ملاكة واصول حقيقية ومن شاء ان يبارز فهذه الساحة يا انصاف اللاشيء وارباع العدم….