أكرر باستمرار فكرتي ان الساحة السياسية التونسية لا تحتاج الى " وحدة" ..أصلا هذا طلب لا تسمع النقاش حوله الا في تونس ..فيستجدي البعض : هيا نتوحد ..ويجيب البعض الاخر : لا نتحد معكم ...ثم تنقلب الادوار : هذا كان كذا والان لا التقي معه ...وهكذا ...حديث مشاعر ...تحبني وتكرهني ..وما نحبكش و نحب هاذاكا ونكره هاذاكا .
هذا كلو كلام فارغ ..لا حكاية وحدة لا فرقة :
السياسة عمرها ما تتبنى على "وحدة " اطراف وتيارات ...هذه فكرة تسلطية : الوحدة القومية البورقيبية ..والاتحاد الاشتراكي الناصري ..والجبهة / القومية او الوطنية متاع البعث والشيوعيين ... السياسة في الديمقراطية تنوع واختلاف وصراع برامج ديمقراطي …
ااااه ...ثمة لحظات ومنعرجات وطنية متاع الانتقالات الكبرى ...هاذيكا وقتها تجي فكرة المواثيق ...الباكت الوطني ...الي هو التقاء المختلفين على قيم الصراع ...مبادئ الاختلاف ...وعلى وهذا المهم ...على مفردات المشروع الوطني الكبيرة الي تكون السياسة صراع برامج تحتها ...المفردات هذي لا تفرضها علي لا نفرضها عليك ..هذي تتحدد في الحوارات الوطنية ثم تكتب في الدساتير والعهود …
التوانسة اليوم مش محتاجين " الوحدة" متاع السياسيين ...محتاجين : التقاؤهم وطنيا على مشترك انتقالي يحل المشاكل الكبرى الي ما ينجمش يحلها حكم فردي أو حتى حزب واحد ... الحكاية اذن مش حكاية مشاعر ...الحكاية حكاية حتميات تاريخية .. اكراهات ...قالو وحدة قالو محبة …
الحكاية اترص عالطاولة مع المختلف باش تحل مشاكل البلاد والناس السياسية ثم الاقتصادية والاجتماعية كيما تعمل نخب الامم الحية الي تحب تنقذ روحها من الفناء ...غير ذلك مواقف فاشية متاع توحيد قسري عقيم على فكرة الواحد الاحد أو اقصاء عنيف وتنافي كريه …