بعد المرحلة الأولى من صفقة التبادل وبمكاسبها العملية ورسائلها الاستعراضية :
أولا : لا تجاوز لمخرجات 7 اكتوبر ولم تتمكن " اسرائيل" من فسخ تداعيات طوفان الأقصى ...الضريبة كبيرة على المقاومة لكنها فرضت شروطها ولم تنكسر و"اسرائيل" لم تحقق أي هدف مما رسمته ووعد به ناتنياهو في اكبر حرب ابادة شنت في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ( في شهر واحد على لبنان تم القاء ما قدره قصف عام ونصف على افغانستان وعلى غزة ما قدره القنبلتان الذريتان على هيروشيما وناجازاكي...على اليمن كانت غارات امريكية بريطانية معتبرة ).
ثانيا : " اليوم التالي " في غزة حمساوي فلسطيني مقاوم كما جسدته اللحظات الاولى اثر وقف النار وانتشار الشرطة والحكومة الشرعية وتبين بكل وضوح في عمليات التبادل التي خرجت فيها الكتائب والسرايا واللجان في كامل جهوزيتها وصاحبة اليد العليا بعيدا عن كل اوهام محمود عساس والنظم العربية التي وعدت الحكومة العالمية بإنهاء حماس .
ثالثا : الحاضنة الشعبية المنخرطة بكل تصميم مع المقاومة عبر الصمود ورفض مغادرة الأرض في أحلك فترات القصف والعودة السريعة الى الشمال بمجرد فتح الطريق .
رابعا: الاجماع والوحدة الوطنية على قيادة حماس والكتائب واسقاط كل محاولات الفتنة بين الفصائل وكانت رسائل الوحدة معبرة بشكل رمزي عميق من خلال تسليم السرايا واللجان لأسراهم من منزل القائد السنوار وتفويض قيادة الكتائب في الامضاء والشراكة في تنظيم صفوف الناس والاستعراضات المشتركة فضلا عن الصور الموضوعة على السيارات والتي جسدت لا فقط وحدة المقاومة في غزة بل وحدتها مع جبهات الاسناد ( المراهنة على معطى الانقسام في علاقة الفصائل ببعضها كان خطة مبرمجة ومراهن عليها بعد زلزال الاقليم بين سوريا ولينان وكان " الامل " ان يظهر الصراع في عملية التفاوض والتسليم ).
في الاستشراف...نلخص مؤشرات المرحلة الثانية :
لا يؤتمن العدو وامكانية الغدر والتراجع واردة ولكن المقاومة واثقة من أهمية الاوراق التي مازالت تملكها لاستكمال التبادل وفرض الوقف النهائي للنار وبداية الاعمار :
اولا : الصيد الثمين من كبار الضباط مازال تحت يديها .
ضغط العائلات في تل ابيب .
ثانيا : رغبة ترامب في انهاء المواجهة العسكرية والذهاب الى العملية السياسية الشاملة في المنطقة لافتكاك ما لم تتمكن اسرائيل من تحقيقه بالحرب .
ثالثا : معطى النظم العربية وخوفها على وضعها من ارتفاع الصلف الصهيوني ورغبتها ضمنيا في استمرار قدرات المقاومة لتحجيم الكيان .
رابعا وهو الأهم : تملك المقاومة الان اهم اوراق القوة وهو قدرتها العسكرية التي رممتها ومازالت سترممها وظهورها بعد الحرب في ابهى صور تألقها واتزانها ابعد ان راهن خصومها على ان تظهر منهكة مضطربة وتظهر حاضنتها متعبة وقابلة بكل الحلول . واذا كانت قد نجحت في التفاوض وهي تحت النار فمن الأحرى ان تنجح في التفاوض في المرحلة الثانية وحاضنتها تعيش السلام ( من اكبر ما فرضته في اتفاقية المرحلة الاولى ان لا عودة للنار اثناء مفاوضات المرحلة الثانية مهما طالت مدة التفاوض ) .
الاستخلاص : كل امكانيات الحرب على المقاومة من جديد واردة ولكن كسرها مستبعد …انفاقها تبدو سليمة وقد تم حماية الاسرى والتجهيزات بما ادهش العدو والصديق …تنظيمها تم ترميمه وقياداتها في مواقعها …وعديدها البشري تم تدعيمه …وامكانية استعادة صلابة محورها وجبهات اسنادها امر يقيني .
هذا ما سيقرؤه العدو وراعيته امريكا ومن المرجح ان لا يغامروا بالعودة للحرب بل سيحاولون احتواء المقاومة بالعملية السياسية وتوظيف النظم والتيارات ( بعض الاسلام السياسي مرشح لهذا الاستعمال ) …
سيكون من الأجدى للنظم والشعوب والتيارات السياسية في المنطقة ان تراهن على المقاومة وتدعمها لا أن تضغط عليها للقبول بالعملية السياسية ..
امكانية الممانعة السياسية ( كلمة دقيقة ..دعكم من فكاهات السياسويين ) للنظم والتيارات ( بعض تيارات الاسلام السياسي الراغبة في التسوية السياسية خصوصا) هي الطريق الأجدى بالمراهنة على قوة المقاومة عوض المراهنة على براغماتية السياسة …( استخلاص مقصود ).